وزاهق أراواحنا وأني لأخاف أن يفضي يوماً إلى حادثة مؤلمة.

وأما يمناه فكبيرة الحجم قبيحة المنظر بل لشد ما تروح قبيحة شوها، إذا شديد صديق أو حميم، وقبل أن أقدم إلى جلالته حذرني رئيس البلاط من قبضته القوية المؤلمة على أني وإن كنت اجتهدت أن أخفي ألمي وهو يشد بيده يدي فقد أوشكت ساعتها أن أصرخ. وترى الإمبراطور يحاول أيخفي عيب يمناه وقبحها ودمامتها بلبس عدة من الخواتيم والجعرانات ولكنها لا تزداد بالماسات والعقائق إلا قبحاً وخشونة وعيباً.

وأول ما ذكرت إذن الإمبراطورة ومرضها، على ما أتذكر، كان أثر وفاة هنري الحادي عشر ابن عمة الإمبراطورة إذ كانت وفاته بالحمى الحصبا. وقد قالت الإمبراطورة يومذاك يجب أن لا يعلم الإمبراطور بسبب الوفاة، لأن ذكر الحصباء أبداً يزعجه قلت (كيف، أولم يصب جلالته من قبل بها؟) فأجابت صاحبة الجلالة بعد تردد قليل (نعم ولا ريب، وبأشد أنواعها خطراً، كيف تعيشين هنا هذه السنين ولا تعلمين بخبرها؟) ولما رأيت أن الإمبراطورة لا تريد أن تسترسل في الشرح أرجأت فضولي إلى فرصة أخرى حتى التقيت بالكونت سكندروف وكان حاجب الإمبراطورة والدة غليوم كريماً عليها مقرباً منها عليماً بأسرار البلاط. قال (لما أصيبت جلالته وهو فتى بالحصباء أصرت والدته الإمبراطورة على معالجته بطريقة شائعة في بعض أنحاء إنجلترا، فكانوا يعرضون المحموم للاستحمام بالماء المثلج عدة مرات في اليوم، وكانوا يغيرون ملابسه وفراشه كل يوم، فحدث من ذلك أن أصيب الأمير ببرج حاد شديد في أذنه اليسرى، ومنذ ذلك اليوم وهذه العلة تؤلمه وتهيج أعصابه شاباً وكهلاً ورجلاً).

اقرأ في العدد الآتي (خوف الإمبراطور من العدوى - حكايات عن ذلك - وصف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015