قف إذا طيرة تلقتك وانظر ... واستمع ثم ما يقول الزمان

فلما غاب من أمورك عنوان (م) ... مبين وللزمان لسان

لا تصدق عن النبيين إلا ... بحديث يلوح فيه البيان

خبر الله أن مشأمة كانت (م) ... لقوم وخبر القرآن

أفزور الحديث تقبل أم ما ... قاله ذو الجلال والفرقان

أترى من يرى البشير بشيراً ... يمتري في النذير ياوسنان

وكان أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش غلام أبي العباس المبرد في عصر ابن الرومي شاباً مترفاً ومليحاً مستظرفاً وكان يعبث به فيأتيه بسحر فيقرع الباب فيقال له من فيقول قولوا لأبي الحسن (يعنى ابن الرومي) مرة بن حنظلة فيتطير لقوله ويقيم الأيام لا يخرج من داره وذلك كان سبب هجائه إياه فمن أول ما عاتبه به قوله:

قولوا لنحوينا أبي حسن ... إن حسامي إذا ضربت مضي

أعرف بالأشقياء بي رجلاً ... لا ينتهي أو يصير لي غرضا

يليح لي بالسلامة والسلم (م) ... ويخفي في قلبه مرضا

قال فقلنا ثم استقال فأع ... فيناه ثم استحال فانتفضا

وليس تجدي عليه موعظتي ... إن قدر الله حينه وقضي

كأنني بالشقي معتذراً ... إذا القوافي أذقنه المضضا

لا يأمنن السفيه بادرتي ... فإنني عارض لمن عرضا

عندي له السوط أن تلوم في السير=وعندي اللجام إن ركفنا

فاعتذر إليه وتشفع عنده بجماعة من أهل بغداد فقبل عذره ومدحه بقصيدته التي يقول فيها:

ذكر الأخفش القديم فقلنا ... إن للأخفش الحديث لفضلا

وإذا ما حكمت والروم قومي ... في كلام معرب كنت عدلا

ثم عاد إلى أذاه واتصل به أن رجلاً عرض عليه قصيدة من شعره قطعن عليها فقال قصيدته التي يقول فيها:

لا يلمني جارم سطوت به ... من زرع الشر عامداً حصده

جعلت عدل القصاص ملتحدي ... فليكن البغي ثم ملتحده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015