في لندن مقالة وصف فيها خلق صاحبه ومدحه مدحاً دعى كثيراً من أعدائه إلى الطعن فيه والشك في عقيدته لكنه لم يعرهم التفاتاً بل تركهم غير مصغ لما يقولون.
وفي سنة 1778 عين سميث بمساعدة تلميذه دوق بيكلك مديراً للجمارك في اسكتلندا فعاد ليعيش في جلاسكو متمتعاً باجتماعات أصدقائه الأول وبصحبة أمه وابنة عمه. ويقال أنه كان يصرف أغلب دخله في ذلك الوقت على أعمال خيرية سرية يأتيها بدون أن يعلم به أحد.
وفي سنة 1787 عين رئيساً لجامعة جلاسكو فقبل المنصب بالشكر وسر قلبه لذلك الفخر العظيم.
وابتدأت صحته في الاضمحلال من ذلك الحين ومما عجل به أسفه على موت أمه سنة 1784 ولها من العمر تسعون سنة وموت ابنة عمه 1788 فمات عقب مرض أنهكه بعد ذلك بسنتين أي سنة 1790 ويقال أنه تحمل مرضه بصبر عجيب أدهش جميع أخوانه وأحزنهم.
قلنا في مبدأ الكلام على سميث أنه كان شديد الولوع بالكتب وقراءتها وقد ازداد معه هذا الشغف يكبر سنة وكانت نتيجة ذلك أنه أخلف بعد موته مكتبة هائلة تحوي ما لا يقل عن خمسة آلاف مجلد من الكتب النفيسة القيمة.
ومن الغريب أن سميت أوصى قبل موته بأن تحرق كل أوراقه إلا ما أراد بقاءه منها لذلك لا نجد الآن محاضراته التي كان يلقبها بايدنبرغ ولا الخاصة بالخلق والمنطق التي كان يلقبها بجلاسكو.
علينا الآن أن نذكر كلمة بشأن ما يقال عن سميث من أنه موحد علم الاقتصاد السياسي وخالفه كما يدعى ذلك بعض الاقتصاديين الإنجليز: إننا لا نجحد أن العلم كان قبل سميث بعض آراء مبعثرة ما جمعت ولا رتبت إلا في كتاب ترجو المسمي التأملات فأخذ سميث عنه بعض الشيء وأضاف عليه أشياء كثيرة من معلوماته وآرائه الخاصة إلا أن الكتاب كما يقول جان بيست ساي الاقتصادي الفرنسي غير منظم به كثير من الحشو. فسميث في الحقيقة ليس خالق الاقتصاد وإنما جامع متفرقه وأول من وضعه في شكل علمي منظم.
ألبانيا وأميرها الجديد