وصف الأدوية الناجعة لدرء المرض الاجتماعي الذي يعمل في جسم الأمة المصرية، وكرب أن يصبح عضالاً، ونعنى به أحجام الشبان عن الزواج. وسوء حال المتزوجين وفساد لأسرة. وإن في هذا المقال لعبرة للمعتبرين.
سلوكك في المعيشة الزوجية. هو العامل الأكبر في سعادتك وهناء عيشك. ولكن ذلك يتوقف على كيفية بدنك. فإذا كنت قد أحسنت الاختيار - ولا أظنك إلا قد فعلت - فاعلم أن المرأة الشابة الصالحة تصبح امرأة سوء وأما خبيثة. إذا كان زوجها رجلاً ضعيفاً خواراً. وفظاً غافلاً: ومتلافاً مبذراً. وشريراً فاجراً. لأن ما في الزوجة بعد تربيتها وأميالها الطبيعية يكاد يكون جميعه من عمل زوجها.
فأول واجب عليك: مهما كانت حالك من عسر أو رخاء. أن تعرف زوجتك ضرورة القصد في النفقة، وتريها وجوب ارتقاب ذرية ضعفاء. وأفراخ ينبغي لهم الحضانة والكفالة والتربية: وإن لذرارى المستقبل لحقاً عليها في الاشتراك معك على الإدخار لكل هذه التكاليف: ونحن لنا الحق في إنفاق أموالنا وأرزاقنا كما نشاء ونحب، وصرف أنعمنا ومتاعنا كما نريد ونطلب. على أن هذه لا تكون ملك يميننا إلا إذا فضلت على ديوننا، هذا من الوجهة القانونية، أما من الوجهة الأخلاقية فأنا مع زواجنا نعقد قرضاً مع ثمرة هذا الزواج ونتاجه، ومن ثم ينبغي أن يكون إنفاقنا من الاعتدال بحيث يلائم مركز الزوجين في الحياة.
والضرر الأكبر أن تبدأ باستخدام خادمة أو خدمات، فإذا كنت في ثراء نضير وعيشة راضية، أو كان عمل البيت شاقاً يحتاج إلى معونة الخادمة، فبحسبك خادمة أو خادمتان، أما إذا كانت خدمة الدار لا تطلب إلا يدين اثنتين، فليت شعري لم تكون أربعة، ولاسيما أنك لا تستطيع أن تستخدم اليد دون الفم، بل وما هو مثل الفم في التكاليف والأذى، وأعني به اللسان. فإذا أصبحت يوماً رب بنين وأطفال فأنت إذ ذاك ملزم أن تطلب ردحاً من الدهر عون الخادمة، أو خدمة الحاضنة، ولكن ما حاجة زوجة العامل أو المزارع أو التاجر (إلا إذا كانت الأسرة كبيرة) إلى عون الخادمة وإذا كانت الزوجة شابة فتية، فلم لا تعمل وتجد مثل زوجها، وأي عدل هناك في طلبها إليك أن يكون في بيتك امرأتان لا واحدة. إنك لم تتزوجهما معاً، ولكنهما إذا تلازما وتشابها فقد تزوجتهما فعلاً، ولو نجوت بنفسك من