منه عسفاً وتكلفاً. وأستعين عليه في مخيلتي بأنواع التثبيط. وأعتصم منه بضروب التخاذل.
بل أن أتفه مهمة يدفع بها إلىّ صديق. وأي واجب أريد أن أنجزه لنفسي. كتوصية تاجر بعمل يء، أو شبيه ذلك، ليتمثل لي عملاً شاقاً يستحيل عليّ إنجازه، وهكذا اختلت فيّ أداة العمل.
ولقد صحبني هذا الجبنن ولازمني هذا الخور، حتى في معاملتي الناس ومواعدتهم، وحتى في معاهدتهم وموالاتهم، فلا أجسر أن أفي بعهد مسؤول، أو أصون ذماماً يجب أن يصان، أو أرعى آخية ينبغي لها أن ترعي، وهكذا مات سلطان الفضيلة فيّ.
ولقد كانت لي في زمان التصابي منازع فتولت. وكانت لي في الأيام الماضية ميول فذهبت. وأصبحت لا يذل لي عمل. ولا يهون لدي شغل. بل أني لأجد في الأشتغال برهة من الوقت وصباً قاتلاً. ولقد كتبت هذا الاعتراف على مرات كثيرة. وفي فسحات طويلةز وعانيت في جميع شوارد خاطري عناء شديداً.
بل أن تلك الشذرات الرائعة التي كنت أقرؤها في كتب التاريخ أو الروايات الشعرية فأبتهج برشاقتها. وأنعم بحلاوتها. لا تصادف مني الآن عبرة مهراقة. ودمعة متحذرة. ترسلها رقة عاطفة. ويجريها ضعف وكأني بطبيعتي المختلة المهملة تنزوي أمام كل عظيم. وتضؤل إزاء كل جليل.
وأني لأنظر أبداً في بكاء ودموع لأي سبب أو لغير ما سبب. ولا أعلم ما تجمع هذه المنقصة من خجل. وما تدل عليه من تخاذل وضعف.
تلكم بعض عوارضي وحوادثي. وإن أردتم إلا الحق قلت أنها لم تكن كذلك على الدوام أتريدون أن أبعد في رفع الحجاب المضروب بين ضعفي وبينكم. معشر القراء. أم بحسبكم هذه الخاتمة؟ أناني بائس. ومغمور شقيز لا يريد بإعترافاته فخراً. ولا ينشد القارئ. أن كان له فيها نصيب. أو رأى له فيها مساساً.
لقد أنبأته بعقبى أمري. وخاتمة خمري. فليمتنع من ساعته. وليمسك ف حينه. ومن أنذر فقد أعذر.