ثم آتي إليكم، فلو كنتم تحبوني لكنتم تفرحون بأني ماض إلى الآب؛ لأن الآب هو أعظم مني. والآن قد قلت لكم قبل أن يكون حتى متى كان تؤمنون) (?).

وليس معنى الفارقليط هنا: الروح، ولا الروح القدس أو المعزي، وإنما تعني الحمد أو أفعل التفضيل من الحمد، وهو (أحمد) ويكون ذلك مطابقا مطابقة حرفية لبشارة عيسى عليه السلام التي حكاها الله تعالى في سورة الصف. يقول الدكتور محمد توفيق صدقي في كتابه: (دين الله في كتب أنبيائه):

هذا اللفظ (الفارقليط) يوناني، ويكتب بالإنكليزية هكذا ( Paraclete) أي (المعزي) ويتضمن أيضا معنى المحاج، كما قال بوست في قاموسه. وهناك لفظ آخر يكتب هكذا ( Pericltee) ومعناه: رفيع المقام، سام - جليل، مجيد، شهير. وهي كلها معان تقرب من معنى محمد وأحمد ومحمود.

ولا يخفى أن المسيح كان يتكلم بالعبرية، فلا ندري ماذا كان اللفظ الذي نطق به الكلام، ولا ندري إن كانت ترجمة مؤلف هذا الإنجيل له بلفظ ( Paraclete) صحيحة أو خطأ؟ ولا ندري إن كان هذا اللفظ هو الذي ترجم به من قبل أم لا؟ لأننا نعلم أن كثيرا من الألفاظ والعبارات وقع فيها التحريف من الكتاب سهوا أو قصدا كما اعترفوا به في جميع كتب العهدين، فإذا كان اللفظ الأصلي (بيرقليط) فلا يبعد أنه تحرف عمدا أو سهوا إلى (بارقليط) حتى يبعدوه عن معنى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015