وهذه الصفات إنما تنطبق على محمد صلى الله عليه وسلم وأمته؛ فالتسبيحة الجديدة هي العبادة على النهج الجديد في الشريعة الإسلامية، وتعميمها على سكان الأرض، قاصيها ودانيها، إشارة إلى عموم نبوته صلى الله عليه وسلم والمسلمون هم الذين يكبرون الله تعالى بأصوات مرتفعة في أذانهم للصلوات الخمس على الأماكن العالية، في الأذان وفي العيدين وعقيب الصلوات في أيام منى، وعلى القرابين والأضاحي، وعند رمي الجمار، وعلى الصفا والمروة، وعند محاذاة الحجر الأسود. والمسلمون هم الذين يسبحون الله ويذكرونه قياما وقعودا وعلى جنوبهم، وهم الذين بأيديهم سيوف ذات شفرتين ينتقم الله بهم من الأمم بالجهاد، وليس ذلك لليهود ولا النصارى، فإن اليهود يجمعون الناس بالبوق والنصارى بالناقوس، ولا يرفعون أصواتهم بالتكبير لله تعالى، وقد كانوا مغلوبين بين الأمم، ولم يكن الجهاد مطلوبا من النصارى، على ما قال المسيح في كتبهم: (من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر) (?). ومن هي هذه الأمة التي سيوفها ذات شفرتين ينتقم الله بها من الأمم الذين لا يعبدونه؟ إنها الأمة المسلمة.
وفي ترجمة كتاب أشعياء إلى الأوردية، التي ترجمها القسيس أوسكان الأرمني، تصريح باسمه عليه الصلاة والسلام في الباب الثاني والأربعين، وقد جاءت هكذا: (سبحوا الله تسبيحا جديدا، وأثر سلطنة على ظهره، واسمه أحمد). وهذه الترجمة موجودة عند الأرامن