وقد ذكر الأستاذ محمد الخضر الحسين عن أسلوب دعاة هذا المبدأ فقال: (فاخترع هؤلاء طريقا حسبوه أقرب إلى نجاحهم وهو: أن يدعوا أن الإسلام: توحيد وعبادات ويجحدوا أن يكون في حقائقه ما له مدخل في القضاء والسياسة، وجمعوا على هذا ما استطاعوا من الشبه لعلهم يجدون في الناس جهالة أو غباوة فيتم لهم ما بيتوا) (?).

ويقول الأستاذ مصطفى صبري عن هذه المحاولة والتي تعني فصل الدين عن الحكم والسياسة: (لكن حقيقة الأمر أن هذا الفصل مؤامرة بالدين للقضاء عليه وقد كان في كل بدعة أحدثها العصريون المتفرنجون في البلاد الإسلامية كيد للدين ومحاولة الخروج عليه لكن كيدهم في فصله عن السياسة أدهى وأشد من كل كيد في غيره فهو ثورة حكومية على دين الشعب) (?).

هذا عرض موجز لواقع المسلمين الذي قد أصيب في كل جانب من جوانبه مما كان له أسوأ الأثر على وحدة الأمة واجتماع كلمتها. . فقد أصيبت الأمة في عقائدها. . وعباداتها. . وشريعتها. .

وما لم يصحح هذا الواقع على ضوء التوجيهات الواردة في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فلن تقوم للأمة قائمة ولن تجتمع لها كلمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015