وعندما طلب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القصاص في سن كسرت، قال: «كتاب الله يقضي بالقصاص (?)»، وليس في القرآن قصاص السن إلا ما حكى عن التوراة في قوله تعالى: {وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ} (?) وأدلة ترجيح هذا الرأي مبسوطة في كتب الأصول.

هذا وإن الجمل الثلاث {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (?) {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (?) {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (?) قد جاء التعبير فيها بلفظ (من) و (من) من صيغ العموم فيفيد أن هذا غير مختص بطائفة معينة، بل بكل من ولي الحكم.

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، عن حذيفة: أن هذه الآيات ذكرت عنده {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (?) - و - الظالمون - و - الفاسقون ".

فقال رجل: إن هذا في بني إسرائيل.

فقال حذيفة: نعم الإخوة لكم بنو إسرائيل، إن كان لكم كل حلوة ولهم كل مرة، كلا، والله لتسلكن طريقهم قد الشراك ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015