الرابع: أنهم إن زعموا أن كلام الله شيء واحد لا [يتعدد] (?) ولا يتجزأ ولا يتبعض، والمعنى متعدد مختلف، فإن معنى كل كلمة غير معنى الأخرى، ومعنى كل جملة غير معنى الأخرى.

مثال ذلك في قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي} (?)، فإن معنى (أوحينا) الإلهام و (إلى) حرف معناه انتهاء الغاية، و (أم موسى) والدته، و (موسى) [نبي] (?) الله. وهذه [معان] (?) مختلفة.

وهذه الآية [تشتمل] (?) على ثلاثة: إخبار وشرط وأمرين ونهيين.

فمعنى الإخبار غير معنى الأمر والنهي، ومعنى كل خبر غير معنى [الآخر] (?)، ومعنى كل أمر غير معنى الآخر. فإن (أرضعيه) غير معنى {فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ} (?) ومعنى {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ} (?) غير معنى {وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} (?)

وإذا ثبت التغاير والتعدد فكيف جعلوه كلام الله- تعالى- مع ذلك؟.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015