القرآن على تحريم القمار وبيان معناه، وأنه من الميسر الذي دلت النصوص على تحريمه.
أما ما يستدل به على تحريم القمار فقوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} (?) الآية. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (?)
وأما معناه وبيان أنه من الميسر الذي دلت النصوص على تحريمه.
فقال ابن منظور في مادة "قمر": وقامر الرجل مقامرة وقمارا راهنه، وهو التفاخر والقمار والمقامرة، وتقامروا لعبوا القمار، وقميرك الذي يقامرك. عن ابن جني: وجمعه أقمار عنه أيضا، وهو شاذ كنصير وأنصار، وقد قمره يقمره قمرا، وفي حديث أبي هريرة من قال: تعال أقامرك فليتصدق بقدر ما أراد أن يجعله خطرا في القمار. الجوهري: قمرت الرجل أقمره بالكسر إذا لاعبته فيه فغلبته، وقامرته فقمرته أقمره بالضم إذا فاخرته فيه فغلبته، وتقمر الرجل غلب من يقامره (?).
وقال ابن جرير: وأما الميسر فإنها المفعل من قول القائل: يسر لي هذا الأمر إذا وجب لي، فهو ييسر لي يسرا وميسرا، والياسر الواجب بقداح أوجبت ذلك أو مباحة أو غير ذلك، ثم قيل للمقامر ياسر ويسر، كما قال الشاعر:
فبت كأنني يسر غبين ... يقلب بعدما اختلج القداحا
كما قال النابغة:
أو ياسر ذهب القداح بعرفي ... أسف بآكله الصديق مخلع