وجاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحابتي، قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال ثم من؟ قال: أمك. قال ثم من؟ قال: أبوك (?)» ومقتضى ذلك أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر.

ومكانة الزوجة وتأثيرها على هدوء النفوس أبانته الآية الكريمة قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} (?).

قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في تفسير قوله تعالى: {مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} (?) المودة هي المحبة، والرحمة هي الرأفة فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها، أو الرحمة بها بأن يكون لها منه ولد.

ولقد كان للوقفة الفريدة التي وقفتها خديجة - رضي الله عنها - أكبر الأثر في تهدئة روع رسولنا - صلى الله عليه وسلم - عندما شاهد جبريل - عليه السلام - بين السماء والأرض لأول مرة، فقالت: أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.

وأيضا لا ننسى أثر عائشة - رضي الله عنها - حيث أخذ عنها الحديث كبار الصحابة وكثير من النساء الأحكام المتعلقة بهن.

وبالأمس القريب وعلى زمن الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - نصحته زوجته بأن يتقبل دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - عندما عرض عليه دعوته فإن لنصيحتها له أكبر الأثر في اتفاقهما على تجديد الدعوة ونشرها، حيث نلمس بحمد الله اليوم أثر ذلك برسوخ العقيدة في أبناء هذه الجزيرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015