حملاتهم على من أسموهم برجال الدين في كل المؤسسات الإسلامية، كالقضاء الشرعي والمعاهد العلمية، حتى إذا ما شوهوا صورتهم عند الناس، خلا لهم الجو ليروجوا الباطل من دعوتهم.

{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (?).

إن حال الذين يصرفون الناس عن الحق بهذه الحجة ليس بأفضل من حال زعيم الجاهلية الذي ذمه الله تعالى بقوله:

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى} (?) {عَبْدًا إِذَا صَلَّى} (?) {أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى} (?) {أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى} (?) {أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} (?) {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} (?).

أو كشأن الجاهلي الآخر الذي نهى الله عن طاعته فقال:

{وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ} (?) {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} (?) {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ} (?) {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} (?) {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ} (?) {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} (?).

فعلى أبناء المسلمين أن ينتبهوا لما يدبر لهم من أخطار، وعلى كافة الأمة الأخذ على أيدي السفهاء. . . وعلى علماء الأمة بيان حالهم الذي يسهل كشفه حتى لو احتمى بعض هؤلاء " بالتقية " وإظهار التكيف مع الأوضاع الجديدة، وعلى أولياء الأمور ورجال الدعوة معرفة المندسين والمدسوسين مهما احتموا بحصون النفاق والمسايرة، وإن معرفتهم يسيرة إذ يقول الله تعالى فيهم:

{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ} (?) {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015