مشروعة من جهة أصلها أو عددها أو هيئاتها أو مكانها إلا بدليل شرعي يدل على ذلك، ولا نعلم سنة في ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا من قوله ولا من فعله ولا من تقريره، والخير كله باتباع هديه - صلى الله عليه وسلم - وهديه - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب ثابت بالأدلة الدالة على ما كان يفعله - صلى الله عليه وسلم - بعد السلام، وقد جرى خلفاؤه وصحابته من بعده ومن بعدهم التابعون بإحسان، ومن أحدث خلاف هدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهو مردود عليه، قال - صلى الله عليه وسلم -: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (?)» فالإمام الذي يدعو بعد السلام ويؤمن المأمومون على دعائه والكل رافع يده يطالب بالدليل المثبت لعمله، وإلا فهو مردود عليه.

وإذا علم ذلك فإننا نبين نبذة من هديه - صلى الله عليه وسلم - فمن ذلك أنه «إذا سلم استغفر الله ثلاثا، ويقول اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام (?)».

قيل للأوزاعي كيف الاستغفار؟ قال: يقول: أستغفر الله أستغفر الله، هذه رواية مسلم والترمذي والنسائي إلا أن النسائي قال: «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كان إذا انصرف من صلاته (?)». وذكر الحديث. وفي رواية أبي داود «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أن ينصرف من صلاته استغفر الله ثلاث مرات ثم قال: اللهم أنت السلام (?)»، وفي رواية أبي داود والنسائي عن عائشة - رضي الله عنها - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سلم قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام (?)». وفي رواية لمسلم عن وراد مولى المغيرة بن شعبة قال: أملى علي المغيرة بن شعبة في كتاب إلى معاوية: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد (?)». وفي رواية لمسلم أيضا عن عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - أنه كان يقول في دبر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015