وعلى هذا المعنى صارت حالته فلا ترى أفعاله وأقواله وتصريحاته وتلويحاته تحوم إلا على الفناء في الله والغيبة فيه عما سواه. . . إلى أن قال في وصفه (ص 63) يحيي القلوب ويبرئ من العيوب يغني بنظرة ويوصل إلى الحضرة إذا توجه أغنى وأقنى وبلغ المنى، يتصرف في أطوار القلوب بإذن علام الغيوب. . . إلخ. اهـ.
وهذا لون آخر من شدة غلو الشيخ في نفسه وغلو أصحابه فيه انتهى به وبهم إلى دعوى الفناء الممقوت والقول بوحدة الوجود، إن ذلك لإلحاد في الدين وبهتان وكفر مبين.
ثم زعم أن شيخه يعلم الغيب فقال (?) " ومن كماله رضي الله عنه نفوذ بصيرته الربانية وفراسته النورانية التي ظهر مقتضاها في معرفة أحوال الأصحاب وفي غيرها من إظهار مضمرات، وإخبار بمغيبات، وعلم بعواقب الحاجات، وما يترتب عليها من المصالح والآفات، وغير ذلك من الأمور الواقعات، فيعرف أحوال قلوب الأصحاب وتحول حالهم وإبدال أعراضهم وانتقال أغراضهم وحالة إقبالهم وإعراضهم وسائر عللهم وأمراضهم، ويعرف ما هم عليه ظاهرا وباطنا وما زاد وما نقص وبين ذلك في بعض الأحيان وتارة يستره رفقا بهم من الاختبار والامتحان، واتفقت لغير واحد معهد في ذلك قضايا غير ما مرة.
وقال في حصول شيخه على اسم الله الأعظم وفي تقدير ثوابه (?) " وأما ثواب الاسم الأعظم فقد قال سيدنا رضي الله عنه أعطيت من اسم الله العظيم الأعظم صيغا عديدة وعلمني كيفية أستخرج بها ما