حديث ينفرد به إسماعيل بن عياش، وروايته عن أهل الحجاز ضعيفة لا يحتج بها، قاله أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهما من الحفاظ. وقد روى هذا من غيره، وهو ضعيف، انتهى.
وقال ابن أبي حاتم في علله (?): سمعت أبي وذكر حديث إسماعيل بن عياش هذا فقال: خطأ، إنما هو قول ابن عمر، انتهى. وقال ابن عدي في الكامل: هذا الحديث بهذا السند لا يرويه غير إسماعيل بن عياش، وضعفه أحمد والبخاري وغيرهما، وصوب أبو حاتم وقفه على ابن عمر. انتهى. وله طريقان آخران عند الدارقطني (?)، أحدهما: عن المغيرة بن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة به. والثاني: عن محمد بن إسماعيل الحساني عن رجل عن أبي معشر عن موسى بن عقبة به. وهذا مع أن فيه رجلا مجهولا، وأبو معشر رجل مستضعف إلا أنه يتابع عليه.
وأما حديث جابر فرواه الدارقطني في سننه في آخر الصلاة، من حديث محمد بن الفضل، عن أبيه، عن طاوس، عن جابر مرفوعا نحوه. ورواه ابن عدي في الكامل وأعله بمحمد بن الفضل، وأغلظ في تضعيفه عن البخاري والنسائي وأحمد وابن معين، ووافقهم حديث يمكن أن يستدل به الطحاوي في إباحة ما دون الآية للجنب، ورواه أحمد في مسنده (?): حدثنا عائذ بن حبيب، حدثني عامر بن السبط، عن أبي العزيف الهمداني قال: «أتي علي بوضوء فمضمض واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وغسل يديه. ثلاثا، وذارعيه ثلاثا، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه، ثم قال: "هكذا رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ، ثم قرأ شيئا من القرآن، ثم قال: هذا لمن ليس بجنب، فأما الجنب فلا، ولا آية (?)». انتهى.
ولكن الدارقطني رواه في سننه (?) موقوفا بغير هذا اللفظ، فأخرجه عن عامر بن السبط ثنا: أبو العريف الهمداني، قال: كنا مع علي رضي الله عنه في الرحبة، فخرج إلى أقصى الرحبة، فوالله ما أدري أبولا أحدث أم غائطا؟ ثم جاء فدعا بكوز من ماء