وأما حديث ابن عمر، فرواه الطبراني في "معجمه" والدارقطني (?) ثم البيهقي من جهته في "سننهما"، من حديث ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزهري، قال: سمعت سالما يحدث عن أبيه قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا يمس القرآن إلا طاهر (?)»، انتهى.
وسليمان بن موسى الأشدق مختلف فيه، فوثقه بعضهم، وقال البخاري: عنده مناكير، وقال النسائي: ليس بالقوي، وأما حديث حكيم بن حزام، فرواه الحاكم في "المستدرك" في "كتاب الفضائل" من حديث سويد بن أبي حاتم ثنا: مطر الوراق، عن حسان بن بلال، عن حكيم بن حزام قال: لما بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن، قال: «لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر»، انتهى. قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، رواه الطبراني، والدارقطني ثم البيهقي في "سننهما".
وأما حديث عثمان بن أبي العاص، فرواه الطبراني في "معجمه ": حدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي، ثنا: يعقوب بن حميد، ثنا: هشام بن سليمان، عن إسماعيل بن رافع، عن محمد بن سعيد، عن عبد الملك، عن المغيرة بن شعبة، عن عثمان بن أبي العاص، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يمس القرآن إلا طاهر (?)». انتهى.
وأما حديث ثوبان فلم أجده موصولا، ولكن قال ابن القطان في كتابه "الوهم والإيهام": وروى علي بن عبد العزيز في "منتخبه" حدثنا: إسحاق بن إسماعيل ثنا: مسعدة البصري، عن خصيب بن جحدر، عن النضر بن شفي، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان قال: قال رسول -صلى الله عليه وسلم-: «لا يمس القرآن إلا طاهر، والعمرة هي الحج الأصغر (?)» انتهى. قال ابن القطان: وإسناده في غاية الضعف، أما النضر بن شفي فلم أجد له ذكرا في شيء من مظانه، فهو مجهول جدا، وأما الخصيب بن جحدر فقد رماه ابن معين بالكذب، وأما مسعدة البصري فهو" ابن اليسع " تركه أحمد بن حنبل، وخرق حديثه، ووصفه أبو حاتم بالكذب، وأما إسحاق بن إسماعيل فهو " ابن عبد الأعلى " يروي عن ابن عيينة وجرير وغيرهما، وهو شيخ