«وكان النبي يبعث في قومه خاصة، وبعثت للناس عامة (?)». وقال تعالى: {قُمْ فَأَنْذِرْ} (?)، وقال: {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} (?)، ويلزم من عموم الرسالة المحمدية جواز ترجمة معاني القرآن؛ لأنه دستور الإسلام لسائر الأمم.
إن القرآن قد ترجم معناه إلى كثير من لغات العالم، ترجمه الشيخ سعدي إلى اللغة الفارسية، وترجمه كذلك العالم الهندي شاه ولي الله إلى الفارسية، وترجمه إلى اللغة الأردية أفراد من بني شاه ولي الله، وشاه رفيع الدين، وشاه عبد القادر، وهناك تراجم أخرى إلى هذه اللغة وضعت حديثا. وقد ترجم معاني القرآن أيضا إلى لغات البوشتو والترك والجاوة والملايو والجوجراتي والبنجالي والهندي والجرموقي. . . إلخ.
وكان أول من حاول ترجمة معاني القرآن إلى اللاتينية من الأوربيين الإنجليزي روبرت من رتينا، وألماني اسمه هيرمان من دلماسيا، وكان ذلك في عام 1143 م بأمر من بطرس راعي دير كلاجني، ولكن الترجمة لم تنشر إلا بعد أربعة قرون أي في سنة 1543 م على يد تيودور بيبلباندر، ثم ترجم إلى الإيطالية والألمانية والهولندية بعد ذلك.
وأقدم ترجمة إلى الفرنسية قام بها دي رييه في باريس عام 1647 م، ثم نشرت لمعاني القرآن ترجمة باللغة الروسية في سان بطرس برج (لينينجراد) عام 1776 م.
وأول ترجمة إنجليزية لمعاني القرآن قام بها إسكندر روس وقد نقلها عن الترجمة الفرنسية (1649 - 1688) م، وكذلك نشرت ترجمة سيل الشهيرة عام 1737 م. وطبعت ترجمة رودويل عام 1861 م، ونشرت ترجمة بالمر من كلية كمبريدج عام 1880 م.
وفي القرن العشرين قامت الجمعية الأحمدية بلاهور في الهند بترجمة معاني القرآن إلى اللغات الأوربية، فترجمته إلى الإنجليزية والهولندية والألمانية عام 1951 م.
وقد يقول قائل: إن معاني القرآن كثيرة، فليس في مقدور مخلوق أن يحيط بها فيترجمها، وللرد على ذلك نقول: إن الله نزل القرآن وهو حافظ له، {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (?)،