لكان الداعي يمد يديه إلى سائر الجهات، من فوقه ومن أمامه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، ولا يخص جهة السماء التي فوقها الله تعالى.

ومما يرد به عليه أيضا ما جاء في الحديث الطويل عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في ذكر حجة الوداع، ففيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في بطن الوادي وقال آخر خطبته: «وأنتم مسئولون عني فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت، وأديت ونصحت، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكبها إلى الناس: اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد (?)» رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه.

وفي رفع النبي صلى الله عليه وسلم إصبعه إلى السماء دون سائر الجهات أبلغ رد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية.

ومما يرد به عليه أيضا ما جاء في حديث الأوعال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعد أن ذكر سبع سماوات، بين كل سمائين مسيرة خمسمائة عام، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة عام، قال: «وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء الأرض، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك العرش بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله - تبارك وتعالى - فوق ذلك، وليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء (?)» رواه الإمام أحمد والحاكم من حديث العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، وصححه الحاكم والذهبي، وقد رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم، والبيهقي في كتاب " الأسماء والصفات " بلفظ آخر، وقال الترمذي: حسن غريب.

ومما يرد به عليه أيضا ما رواه النسائي والحاكم في المستدرك والبيهقي في كتاب "الأسماء والصفات" من طريق الحاكم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أن سعد بن معاذ رضي الله عنه حكم على بني قريظة أن يقتل منهم كل من جرت عليه الموسى، وأن تقسم أموالهم وذراريهم، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «لقد حكم اليوم فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سماوات (?)»، لم يتكلم عليه الحاكم، وقال الذهبي في تلخيصه: صحيح، وذكره الذهبي أيضا في كتاب " العلو " وقال: هذا حديث صحيح. وقد رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وقال فيه: «لقد حكمت فيهم بحكم الله (?)» وربما قال: «بحكم الملك (?)». ورواه الإمام أحمد ومسلم أيضا من حديث عائشة رضي الله عنها وفيه: «لقد حكمت فيهم بحكم الله - عز وجل - (?)» زاد أحمد:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015