تتحدث عنهم الأخبار والصحف، لم يضعفوا ولم تلن شكيمتهم، إلا أن مشكلتهم نتجت من الدمار الذي حل بديارهم، والتخريب الذي أحدثته أسلحة الروس وطائراتهم، والفاقة التي حلت بأهلهم، مما تسبب في هجرة جماعية إلي الباكستان فقد ذكرت الأنباء الأخيرة بأن عدد اللاجئين الأفغان قد وصل إلى ثلاثة ملايين كلهم هربوا من ديارهم وأماكن رزقهم، وأصبحوا بدون مأوى ولا مصدر رزق إلا ما ييسره الله ممن أفاء الله عليه بنعمة ليجود بما يستطيع.
وإنها لدعوة أوجهها لإخواننا المسلمين في كل مكان، بأن يقدموا مما آتاهم الله من رزق ومال بالصدقات التي لا يراد بها إلا وجه الله، ومنها الزكاة التي فرضها الله في أموالهم حقا لمن حددهم الله جل وعلا في سورة التوبة وهم ثمانية. يدخل إخواننا المجاهدون والمهاجرون الأفغان في ضمنهم.
والله تبارك وتعالى عندما فرض الحق في مال الغني لأخيه المسلم في آيات كثيرة من كتابه الكريم كقوله تعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ} (?) {لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} (?) وقوله سبحانه: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ} (?).
فإنه يثيب المسلم على ما يقدم لإخوانه ثوابا عاجلا وثوابا أخرويا يجد جزاءه عنده في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. كما ويدفع عنه في الدنيا بعض المصائب التي لولا الله سبحانه ثم الصدقات والإحسان لحلت به أو بماله أو بولده فدفع الله بلاءها بصدقته الطيبة وعمله الصالح، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما نقص مال من صدقة (?)» ويقول صلوات الله وسلامه عليه: «إن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار (?)»، ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «اتقوا النار ولو بشق تمرة (?)».
وإخوانكم الأفغان أيها المسلمون يقاسون آلام الجوع والغربة والحرب الفردية فهم في أشد الحاجة إلى الكساء والطعام، وفي حاجة إلى الدواء كما أن المجاهدين منهم في أشد