قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، حين هاجر إليها من مكة، يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول، وهو المجمع عليه، فكان أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، لحمزة في شهر رمضان على رأس سبعة أشهر من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، لواء أبيض، فكان الذي حمله أبو مرثد كناز الغنوي حليف حمزة، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثين رجلا من المهاجرين.
وخرج حمزة يعترض لعير قريش وقد جاءت من الشام تريد مكة، وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل، فبلغوا سيف البحر، يعني ساحله، من ناحية (العيص). والتقى الجانبان حتى اصطفوا للقتال، فمشى مجدي بن عمرو الجهني، وكان حليفا للفريقين جميعا، إلى هؤلاء مرة وإلى هؤلاء مرة حتى حجز بينهم ولم يقتتلوا.
وتوجه أبو جهل في أصحابه وعيره إلى مكة، وانصرف حمزة في أصحابه إلى المدينة.
وبدون شك، أثر المسلمون في معنويات قريش، فتخلوا عن القتال بالرغم من تفوق المشركين على المسلمين تفوقا ساحقا، وخافوا المسلمين على قافلتهم التجارية، ورأس المال دائما جبان كما يقولون.