ومع سقوط غرناطة، سقطت وهران في قبضة الاحتلال عام 1509م، فتدهورت أحوالها وعمتها الفوضى، فطلب سكانها العون من الأتراك العثمانيين لحماية مقدساتهم الإسلامية، وإصلاح أحوال المدينة فحاصرها الباي بوشلاغم عام 1704م طيلة أربع سنوات، ثم حررها وأرسل مفاتيحها للسلطان العثماني في إسطنبول، فعادت المدينة لدورها الريادي في المجال الاقتصادي والسياسي.
وظلت وهران بعد ذلك تتعرض لغزوات الأسبان المتكررة، تحتل تارة وتحرر أخرى، طيلة 60 سنة كاملة، إلى أن عاد إليها الأتراك عام 1791م وحرروها، واستقروا بها، وعمروها من جديد، فأصبحت عاصمة إقليم الغرب الجزائري والبوابة البحرية الرئيسية للجزائر على الموانئ الأسبانية والفرنسية، إلى أن سقطت في أيدي الاحتلال الفرنسي عام 1831م.
أولى الفرنسيون مدينة وهران اهتماما خاصا، فقاموا بتشييدها على النمط الأوروبي لتصبح نموذجا للمدينة الفرنسية. وكان أغلب سكانها من الفرنسيين حتى عام 1963م وهو تاريخ استقلال الجزائر.
هيأت الظروف الاقتصادية والإمكانات العمرانية مكانة خاصة لمدينة وهران بعد الاستقلال؛ فأصبحت ثانية مدن الجزائر العاصمة أهمية، وتدعم مركزها الإداري والاقتصادي مستفيدة من مختلف الحضارات التي تعاقبت عليها، فأخذت منها وأعطتها.
الموسوعة العربية العالمية