عرف طلاب العلم الذين يؤمون الأزهر بالمجاورين، يقيم بعضهم في المسجد والبعض الآخر خارجه، وينقسم الذين يقيمون داخل المسجد إلى طوائف، بحسب البلدان التي يقدمون منها أو حسب المذهب الفقهي، ولكل طائفة رواق خاص بهم ملاصق للجامع. والأروقة حجرات يضع فيها الطلاب المجاورون كتبهم ومتاعهم، وينامون فيها.
ينبغي الإشارة هنا إلى أن منصب شيخ الأزهر لم ينشأ إلا في العصر العثماني، وكان لقبه هو (شيخ عموم). وهذا المنصب كمنصب مدير الجامعة. وهو يرأس شيوخ الأقسام المختلفة، وله مكانته الروحية والسياسية لدى الشعب والسلطة الحاكمة .. وأول من تولى المشيخة: الشيخ محمد عبد الله الخرشي المالكي (ت1101 هـ، 1689م)، ثم الشيخ محمد النشرتي (ت 1120هـ، 1708م).
ومن أشهر علماء الأزهر، وإن لم يتولوا منصب المشيخة، العز بن عبد السلام (ت660هـ، 1261م) الملقب بسلطان العلماء، وكان مرهوبا مهيبا مسموع الكلمة لدى سلاطين المماليك، وجماهير الشعب.
ومن أشهرهم أيضا كمال الدين الدّميري (750 - 808هـ، 1349 - 1405م)، مؤلف الموسوعة الشهيرة حياة الحيوان. ولأن الأزهر من أعظم دور التثقيف فإن به مكتبة الأزهر من أغنى المكتبات العامة، إذ بلغ عدد ماتضمّه خزائنها من العناوين نحو 15.400 عنوان، تصل عدد مجلداتها إلى ما يزيد على ربع المليون كتاب. كما تصدر مجلة الأزهر منذ عام 1349هـ، 1930م وهي مجلة شهرية، وكان اسمها نور الإسلام، ثم غيّر إلى مجلة الأزهر منح الأزهر الشريف جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1420هـ، 2000م تقديرا للدور الكبير الذي يقوم به هذا الصرح الإسلامي العريق في خدمة الإسلام والمسلمين منذ أكثر من ألف سنة.
المصدر:
الموسوعة العربية العالمية