وقال أيضا:

{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (?).

وقد تصدى العلماء لدراسة أوجه الإعجاز القرآني، ومن أهم هؤلاء الجاحظ في كتابه نظم القرآن، والرماني والباقلاني في كتابيهما إعجاز القرآن، والجرجاني في كتابه: دلائل الإعجاز، وحاولوا بيان ذلك الإعجاز من خلال منهج لغوي اختاروه دليلا على الإعجاز. .

وفي العصر الحديث تصدى بعض العلماء لموضوع الإعجاز القرآني، فلم يتابعوا منهج الأقدمين في البحث عن الجانب البلاغي واللغوي، وإنما قدموا رؤية جديدة لمفهوم الإعجاز، ومن هؤلاء الأستاذ مصطفى صادق الرافعي الذي التمس معنى الإعجاز من خلال النظم القرآني، والحركة الصرفية واللغوية التي تجري في الوضع والتراكيب، والتي يهيئ بعضها لبعض، ويساند بعضها بعضا، حتى إن الحركة التي قد تكون ثقيلة في نفسها صعبة التعبير، قاسية فاقدة لمعنى الجمال، إذا استعملت في القرآن كان لها شأن عجيب، وخاصة وأنها تأتي في إطار كلمات وتعابير ومعان تمهد لها، وتهيئ الظروف المناسبة لتقبلها، فإذا بالتعبير يؤدي الغرض منه، في ظل إعجاز بياني لا يرقى البشر لمثله (?).

ثم جاء الأستاذ سيد قطب بمنهج جديد، إذ التمس معنى الإعجاز من خلال التصوير الفني، الذي يمثل - في رأيه - الأداة المفضلة في أسلوب القرآن.

هذا الإعجاز الذي يعتبر من أهم خصائص القرآن الكريم، والذي أعجز العرب وهم أصحاب بلاغة وفصاحة أن يأتوا بمثله، وتلمس كبار علماء البيان قديما وحديثا، أن يستوعبوا بعضا منه، لا يمكن للترجمة مهما توفرت الكفاءة فيمن تصدوا لها، أن تعبر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015