وقد تكررت الإشارة إلى المعنى في آيات أخرى {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} (?) {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} (?).
وحتى لا يظن ظان. . أن الزوجية قاصرة على النبات- وإن كنا نحسب لفظ "الإنبات" عاما يشير إلى الخلق والإبداع - فقد وردت آية عامة تماما بلفظ الخلق لتشتمل على كل خلق {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (?).
وظنها الإنسان فترة أنها قاصرة على الحيوان، وعلى النبات، حتى كان خلق الذرة. . فعلم أن الجماد كذلك يحوي زوجين سالبا وموجبا (هما الإلكترونات والبروتونات) كما تحتويه الكهرباء، والمغناطيس وغيرها. . وبالتحام السالب والموجب تكون " الحركة " أو "الحياة " لهذا الجماد. . تماما كما تكون الحياة من التحام الذكر والأنثى. . في الحيوان وفي النبات.
2 - والإنسان أشرف من خلق الله، اشتمل على نفس التكوين ذكر وأنثى، وفطر كل شطر بالميل إلى الشطر الآخر. . ليكون التزاوج ولتكون الحياة.
وعندما خلق الله آدم. . . لم يتركه وحده. . . حتى وهو في الجنة بل جعل منه معه حواء، وأسكنهما سويا الجنة {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} (?).
وبقيت هذه الآية، وبقي لله علينا نعمة ومنة. . يذكرنا بها كآية ينبغي أن نلتفت إليها لندرك قدرة الله. . أو يذكرنا بها كتذكرة تردنا إلى أصلنا وتردنا إلى الإيمان.
أو يعددها في مجال تعداد النعم والآيات. .
أو يجعلها أساسا لمطالبتنا بالتقوى. . فإن التفكر فيها خليق أن يرفع المؤمن إلى مرتبة التقوى.