منيبا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي» (?)
ومعنى "لك رهابا" أي: كثير الخوف منك، "لك مطواعا" أي: كثير الطَّوع وهو الانقياد والطاعة، "لك مخبتا" أي: خاضعا خاشعا متواضعا، "إليك أوّاها" أي: متضرعا، وهي صيغة مبالغة، من أوّه تأويها، وتأوّه تأوها، إذا قال: أوّه، والمعنى: قائلا كثيرا لفظ أوَّه، وهو صوت الحزين، أي اجعلني حزينا على التفريط، أو هو قول النادم من معصيته المقصر في طاعته، وقيل: الأوَّاه البكَّاء، "منيبا" أي: راجعا من المعصية إلى الطاعة ومن الغفلة إلى الذكر، "رب تقبل توبتي" أي: اجعلها صحيحة بشرائطها ووفقني لاستجماع آدابها، "واغسل حَوبتي" أي: امح ذنبي (?)
وقد ذكر العلماء أن العبد لو قال: "اللهم اغفر لي كلّ ما صنعت" كان أوجز، ولكن جاءت ألفاظ الحديث في مقام الدعاء والتضرع وإظهار العبودية والافتقار لله تعالى، واستحضار الأنواع التي يتوب العبد منها على التفصيل، وذلك أحسن وأبلغ من الإيجاز والاختصار، وهذا كثير في الأدعية المأثورة، فإن الدعاء عبودية