ذلك بالمسلم، بل على المسلم أن يصبر، ويرضى، ويحتسب، ويطلب من الله المثوبة، ويتذكر الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري، وأبو هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه» (?) أخرجه الإمام البخاري، ومسلم، وأحمد، والترمذي، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه، وولده، وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة» (?) أخرجه الإمام مسلم، والترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح، فالصبر والطمأنينة والرضا، وعدم شكاية الخالق على المخلوق من صفات كمال الإيمان، فيا أخي المريض لا تَشْكُ للمخلوق ما أصابك من خالقك، أما أن تخبرهم بحالك وما حصل لك فإن ذلك لا مانع منه؛ ولهذا كان السلف الصالح إذا تحدثوا عن مرضهم قالوا: ذلك إخبارًا لا شكوى، والتضجر من المرض والشكوى للمخلوق ينافي كمال الصبر على أقدار الله المؤلمة، فالله سبحانه أرحم بنا، وأرأف بنا من أنفسنا ومن كل مخلوق، فيجب على المسلم أن يلتجئ إلى الله، ويتضرع إليه ويشكو إليه حاله فهو وحده النافع، الشافي، الوهاب، المبدئ المعيد، نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة.