{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}
ومن منطلق هذه الرحمة ومنطقها، ولأن الدين النصيحة كما صح عنه صلى الله عليه وسلم فنوجه وننصح لعل الله تعالى أن ينفع به من بلغه من المسلمين والمسلمات، إذ ونحن نتابع ما يجري في بلاد المسلمين من أحداث، عزيز علينا ما يصيبهم من عنت، حريصون على أن يلتئم شملهم وتجتمع كلمتهم على الحق، يسَّر الله ذلك في القريب العاجل، ودفع عن المسلمين مضلات الفتن.
وعلى وفرة هذه الإشكالات، وتفاقم تلك الأزمات، فقد لاحظنا ولاحظ كل غيور مهتم بشأن أمته، أنه حدثت فتن في تضاعيف هذه الأحداث تحاول أن تذكي النعرات التي تفاقم الأوضاع سوءًا، وتُمكّن للأعداء من استغلالها واستخدامها لأغراضهم السيئة ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.
لأجل ذلك اجتهدنا ونصحنا لنضع بين يدي إخواننا هذه الدلائل لعلّها تكون منارات ترشد إلى الخلاص والسلامة بإذن الله تعالى من الفتن وتبين المنهج الشرعي في التعامل معها وإلى الله جلَّ وعلا المرجع والمآل وهو حسبنا ونعم الوكيل.