عدل الله.
قال ابن الجوزي: فإن قيل: أليس الله يعلم مقادير الأعمال فما الحكمة في وزنها؟ فالجواب أن فيه خمس حكم:
إحداها: امتحان الخلق بالإيمان بذلك في الدنيا
والثانية: إظهار علامة السعادة والشقاوة في الأخرى
والثالثة: تعريف العباد ما لهم من خير وشر
والرابعة: إقامة الحجة عليهم
والخامسة: الإعلام بأن الله عادل لا يظلم ونظير هذا أنه أثبت الأعمال في كتاب واستنسخها من غير جواز النسيان عليه (?) (?)
قال ابن أبي العز: ولو لم يكن من الحكمة في وزن الأعمال إلا ظهور عدله سبحانه لجميع عباده فإنه لا أحد أحب إليه العذر من الله؛ من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين فكيف ووراء ذلك من الحكم ما لا اطلاع لنا عليه فتأمل قول الملائكة لما قال الله لهم: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} (البقرة:30) وقال تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا} (الإسراء: من الآية 85) (?)