قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك» (?) يقول ابن حجر: ( .... مقتضاه أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر قال: وكان ذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع فهذه تنفرد بها الأم، وتشقى بها ثم تشارك الأب في التربية) (?)
وقد حذر ونهى صلى الله عليه وسلم عن عقوقهما فقال: «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال، والديوث (?) وثلاثة لا يدخلون الجنة، العاق لوالديه، والمدمن الخمر، والمنّان بما أعطى» (?) أي (لا ينظر الله أي نظر رحمة وإلا فلا يغيب أحد عن نظره والمؤمن مرحوم بالآخرة قطعًا .. (و) (العاق لوالديه) المقصر في أداء الحقوق إليهما) وعد ذلك من الكبائر.
(الجزء قم: 94 PgPg 324
فقد «سئل الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ما الكبائر، فقال: الإشراك بالله، قال: ثم ماذا، قال: عقوق الوالدين، قال: ثم ماذا، قال: اليمين الغموس، قلت: وما اليمين الغموس؟ قال: الذي يقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب» (?) وفي رواية مسلم «عقوق الوالد» (?)
فالمسلم الرفيق يبر بوالديه بجميع أنواع البر وقد ورد بعضها في هذا الحديث فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لرجل أتى ومعه شيخ: «يا فلان من هذا معك، قال: أبي، قال: فلا تمش أمامه ولا تجلس قبله ولا تدعه باسمه ولا تستسب له» (?)