حرّم علينا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، حرّم علينا معاصيه، فإنها فحش وسوء عاقبة، حرمها علينا ظاهرها وباطنها، فباطنها أن يكون في قلبك والعياذ بالله حبّ لهذه المعصية، وتمن لهذه المعصية، ورغبة في هذه المعصية، وتفكير في هذه المعصية، واستئناس بالتحدث عن النفس بالمعصية، وظاهرها فعل المعاصي ومباشرتها، والله جل وعلا وصفها بأنها فاحشة، يقول سبحانه: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا}.
ووصف عمل قوم لوط بالفاحشة حيث قال: {أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ}، فحذرنا من الفواحش ظاهرها وباطنها، فواحش القلوب حب الشر والأنس به، وكون المعاصي خفيفة في قلبك، وليس في قلبك تعظيم لحرمات، وليس في قلبك كراهية حرمات الله، والله يقول: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}، فتعظيم المسلم لحرمات الله في قلبه، واعتقاد فسادها وشرها، وأن الخير والسعادة في البعد عنها، هذا هو الخير العظيم.