قال: لا، ولا طلقة من طلق الولادة، ولكنك محسن والله يثيبك. ولقد كانوا يتقربون إلى الله ببرّ الأمهات والإحسان إليهن، وللآباء أيضًا، حتى ما كانوا يخاطبون الأب باسمه، ولا الأم باسمها تأدبًا، بل يقولون: يا أبتاه، ويا أماه.
كل هذا من الأمور المهمة التي يجب أن يربى النشء عليها، وأن يشعر الأبناء والبنات من الأب والأم بالعناية بأبيهما وأمهما، فإذا رأى الأولاد أباهم وكيف يعامل أباه بالاحترام، والإجلال والتقدير، ورأوا كيف يعامل أمه بالإكرام والاحترام والتقدير، نقلوا ذلك الأدب الحسن والخلق الجم وتأثروا به، نشؤوا عليه، لكن إذا رأوا أباهم مهينا لأمه، عاصيًا لها جافيًا في معاملاتها، يخاطبها بأسوأ قول، وأقبح لفظ، فإنهم ينشؤون على هذا الخلق الذميم، والخلق القبيح، والخلق السيئ، الذي لا يرضى به مؤمن بالله واليوم الآخر.