ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه، قال: فانفرجت الصخرة لكنهم لا يستطيعون الخروج منها» (?) فالمهم أن هذا البرّ نجاهم من بلاء، وخلصهم من مضائق، وهكذا البرّ يحفظ الله البار في نفسه، ويحفظه في أهله، ويحفظه في ماله، وتحيط به عناية الله، ويعيش في أمان واطمئنان، وراحة بال، وانشراح صدر، وقرة عين. والبرّ بالوالدين سبب لبركة العمر، يقول صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن ينسأ له في أجله، ويبسط له في رزقه فليصل رحمه» (?). وأي رحم أعظم، وأفضل وأقدم من رحم الأب والأم.
أيها المسلم:
إن الإحسان للأبوين عمل شريف وعمل تتفق الفطر على استحسانه، ولا يرفضه ويشك فيه إلا شقي والعياذ بالله، الإسلام ربى أبناءه على هذا البر ليبني المجتمع بناءً متتابعًا، بناء على الخير والمحبة والاتصال الصحيح. إن النبي صلى الله عليه وسلم جعل البرّ بالأبوين يمتدُّ حتى بعد موتهما: «الرجل يقول: يا رسول الله، هل بقي من برّ أبَوَيّ شيء أبر بهما بعد موتهما، قال: ((نعم، الصلاة عليهما))، أي الدعاء، ((الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام