ثمة ارتباط بين المبحث السابق، وبين هذا المبحث، من جهة أن كثيرا مما تم تطبيقه في المبحث السابق هو تطبيق على أسرى الحرب. لكن في هذا المبحث، سيكون الحديث حول مفهوم أدق لهذا المعنى، والمتعلق بالحديث المباشر عن الأسرى.
من المعلوم أن الحرب في كل العصور، يكون فيها أسرى، وهم المحاربون المنهزمون أو المستسلمون. وقد يلحق بهم الأبناء والزوجات وذووهم.
الملفت للنظر أن هناك نصوصا إسلامية فصّلت في أحكام الأسرى، ووضعت لها قواعد متينة تحكمها، لذا كان الأسير عند المسلمين يختلف عن غيرهم. فمبادئ الإسلام تدعو إلى الرّفق بالأسرى، وتوفير الطّعام والشّراب والكساء لهم، واحترام آدميّتهم، والإحسان إليهم (?) (?)
وإن من أبلغ ما يدل على ذلك أن القرآن الكريم مع حثه المسلمين للجهاد؛ إلا أنه مع ذلك يؤكد لهم أن من صفات المؤمنين الصادقين عنايتهم بالأسير المحتاج كعنايتهم بالفقير واليتيم: