الساحر في سنة، فهو ينقل ما سمع إلى من قيل فيه، ويشيع ذلك الأمر إلى أن يتصدع بنيان المجتمع، ويضرب بعضه ببعض.
ثالثا: الكذب، وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم «بئس مطية القوم زعموا» (?) فزعموا، وقالوا، وقيل كل هذه أمور لا تصلح أن تكون مصدرًا لخبر، ولهذا توقف العلماء في بعض الأحاديث التي جاء فيها يروى ويذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث الآخر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع» (?) فلعله إذا حدث ببعض الأمور أنها حدثت أن يكون كذبًا فينسب الكذب إليه وهو لم يكذب، لكن المصادر التي نقل عنها ليست مصادر صدق وإتقان.
والإشاعة تكون أحيانًا على الفرد ذاته إما طعنًا في دينه، أو طعنًا في ذاته، أو طعنًا في معنويته، أو طعنًا في قيمه وفضائله، والطعن في ذات الشخص هو أن يشيع عن فلان أنه كذاب، أنه مماطل، أنه غاش الخ، أو يشيع عنه أنه مفلس، وأن معاملته سيئة، أو يشيع عنه أنه فاسق، أنه مبتدع، أنه كافر، أنه منافق، أنه من حزب كذا الخ.
وإن انتشار الإشاعة في الجماعة المسلمة أمر خطير، ومنكر عظيم فكم يشاع بالأمة من أكاذيب، وأراجيف، وأباطيل لا أصل لها ولا حقيقة لها، ولكن ابتلي بعض الناس بترويج الباطل والتحدث به