واختيارهم وإخلاصهم الدين له وطاعة رسوله، وبين أن يعبِّدهم هو وينفذ فيهم مشيئته، وتكون عبادتهم لغيره للشيطان وللأصنام من المقدور" (?)

ثالثًا: أن قوله: {لِيَعْبُدُونِ} يقتضي فعلاً يفعلونه هم، وكونه ينفذ فيهم مشيئته ليس فيه إلا فعله فقط، ليس فيه فعل لهم (?)

رابعًا: أن الآية واردة في سياق ذم من لم يعبده مفردًا إياه بالعبادة وذكر عقوبته في الدنيا والآخرة، كل سياق السورة في ذلك كما تقدم، فلو كان المراد بالعبادة الخضوع لربوبيته لكانت وقعت منهم، ولا محل لذمهم ووعيدهم، والآية فيها معنى التوبيخ لمن لم يعبده مع كونه خلق لذلك.

القول الثاني: أن المعنى: إلا ليذعنوا ويقروا لي بالعبودية، وقد وقعت منهم جميعهم طوعًا وكرهًا، وهذا قول ابن عباس المتقدم قريبًا:"إلا ليقروا بالعبودية طوعًا وكرهًا" وهو اختيار ابن جرير الطبري (?) وقال ابن تيمية في قول ابن عباس هذا: "وهذه العبودية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015