وهذا الإنكار من الرب شاهد لمعنى قوله {لِيَعْبُدُونِ} في آية الذاريات هذه.

فهذه الأدلة ودلائل أخر ستأتي في الجواب عن الأقوال الأخرى تدل على أن معنى {لِيَعْبُدُونِ}: لآمرهم أن يعبدوني.

وهذا التفسير هو قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه (?) فقد ذكر عنه أنه قال في تفسير الآية: "إلا ليعبدون، أي: إلا لآمرهم أن يعبدوني وأدعوهم إلى عبادتي" (?) وهو قول مجاهد أيضًا فقد قال: "لآمرهم وأنهاهم" (?) ووصف ابن تيمية هذا المروي عن مجاهد بأنه معروف بالإسناد الثابت عنه (?) وقال عكرمة: "إلا ليعبدون ويطيعون، فأثيب العابد، وأعاقب الجاحد" (?) وعن الربيع بن أنس: "ما خلقتهما إلا للعبادة" (?) ونسبه ابن عطية لابن عباس أيضًا (?) وهذا المعنى هو الصواب؛ للأدلة المذكورة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015