بالإيمان، وجعل بينهما ارتباطًا قويًا وتلازمًا ضروريًا فلا أمن بدون تطبيق الشريعة الإسلامية، ولا يتحقق تمام الإسلام وكماله، والعمل بشعائره، وإقامة حدوده إلا بالأمن، ولا تقوم مصالح العباد إلا بالأمن، فالأمن هو روح الحياة وقلبها النابض ولذلك دعا خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام لما شيد بيت الله الحرام أن يكون آمنا، قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ}، إنها دعوة مباركة مهمة بدأها بالأمن قبل الدعاء بالرزق لأنه لا يمكن طلب الرزق والعمل إلا إذا تحقق الأمن وقد استجاب الله دعاءه، قال الله تعالى: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}، وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ}.
من ذلك يتضح أن الأمن بمفهومه الشامل من ضروريات الحياة، وهدف سام لكل مجتمع ودولة إذ هو سبب استقرارها وسعادتها، ومصدر أمنها واطمئنانها، وأساس تقدمها وتطورها، وعنوان رقي حضارتها، وغاية لإقامة دينها ورعاية مصالحها إلا أن من أهم أنواعه وأعظمها تأثيرًا في حياة الأمة هو الأمن الفكري فهو جزء عظيم لا يتجزأ من الإسلام، وهو لب الأمن، وقاعدته الكبرى،