في ضرْب وحدة الأمة، والقدْح في مسلماتها، وثوابتها الدينية والأخلاقية، وهدْم مكتسباتها الثقافية والحضارية.
وكم من كلمة تُفَرِّقُ ولا تجمع، وتُشَتِّت ولا توحّد، وتختلف بسببها الأحبابُ والأصحابُ، وتتنافر القلوبُ، وتفترق الصفوفُ، وتتبعثر الجهودُ، وتتلاشى أركانُ المحبة والمودة في النفوس.
وكم. . وكم. .
فيا إخوة الإسلام، انتبهوا لأقوالكم وكلماتكم، وألجموا ألسنتكم عن الأقوال غير المسؤولة، والكلمات الجارحة البذيئة، فإن كلّ صاحب كلمة يُسأَلُ عما يقوله ويُحَاسَبُ عليه، فإنه {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}.
فالواجب أن لا يصدر الكلام إلا من أهله، بخاصة فيما يتعلق بقضايا الأمة المصيرية، ومصالحها العليا، بعد أناة ورويّة وتفكر في مآلاته وعواقبه وآثاره.
فليس كل من سنحت له الفرصة للكلام يُطلق لسانَه بما شاء، من غير أن يعي ما يقول.
وليس كل من وجد فرصة للكتابة في صحيفة، أو مجلة، أو وجد طريقًا إلى وسيلة إعلامية مسموعة أو مرئية، أن يتفوّه بما تمليه عليه نفسُه، وهواه، دون أن ينطلق من قاعدة شرعية مؤصّلة، أو مصلحة