الذي فهمه سلف هذه الأمة.
وهذا من آداب الإسلام واحتجاب المرأة والاهتمام بسترها وعفتها، وعدم التجرؤ في انتهاك حرمات البيوت، التي هي موطن الحشمة والتستر للمرأة.
ولا تحصل الجرأة بدخول البيوت، التي فيها نساء متحجّبات وبدون إذن، أو بيوت مظنة للنساء يسكنّ فيها، ولو لم يكن فيها أحد، إلا من ذوي المآرب الدنيئة، أو ممن لا يتأدب بآداب القرآن التي جعلها الله حجابًا تستر المرأة، وخلوة لا تُحِبُّ أن تُرى وهي في موطن راحتها، فجعل الله من العفة والمهابة، سياجًا يحمي المرأة المسلمة من الفضوليين، هو الاستئذان فإن كان الوقت مناسبًا .. وإلا فالرجوع خير، وأطهر للقلوب، وأمكن للستر والوقار، وأبعد عن الريبة، ومظنة السوء.
وفي هذا حصانة عن آثار الخلوة، التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما» (?).
إذ في عدم الجرأة بدخول مثل هذه البيوت، إلا باستئذان وتأدب، فإن استأذن ولم يُجب لا بالدخول ولا بالرجوع، فعليه أن يرجع، لأن سكوت من في البيت معناه عدم الرضا .. فالرجوع أولى.