، الصفحة رم: 317

في أنحاء كثيرة من وجه الأرض، محافظة على أوامر دينها بالستر والاحتشام: حجابًا ولباسًا وحياء فكانت مثلاً احتذته المرأة الغربية، حيث تأثرت بالمرأة المسلمة عن طريق الأندلس، وخاصة عند نساء النصارى اللواتي جاء في القرآن ما يدل على وجود المحصنات اللواتي أبيح للمسلم التزوج منهن، ولما في النصارى من رقة، إذ يلمس من بعض نسائهم تمسك وحرص على الالتزام الديني، مع ابتعادهم عن عقيدة الوحدانية، فانحرفوا عن: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ}.

وقد تمسكوا بالاحتشام والتستر للنساء في معبدهم، إذ يجعل بعضهم عند باب المعبد امرأة تمنع بعض النساء، غير المحتشمات في سترهن ولباسهن، من الدخول باسم العبادة؛ لأن اللباس غير الساتر لا يتلاءم مع العبادة – في رأيهم – وخاصة عند الكاثوليك. وفي هذا تأييد لمقولة عمر المأثورة .. لكن حملاتهم على المسلمين ليردوهم عن دينهم، دعوة مصدرها الكنائس، من أيام الحروب الصليبية، وبعد سقوط الأندلس أحب النصارى إكرام محمد بن الأحمر، الذي تعاون معهم، ولم يقتلوه أو يسجنوه، وإنما بعثوه إلى المغرب، حتى يموت حسرة بين المسلمين كما أنبته أمه، لما دخل عليها باكيًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015