والتواضع سبب للرفعة لأنه يحمل صاحبه على قبول الحق، وتعظيمه والانقياد له، كما يحمله على الرحمة بالخلق، والإحسان إليهم، وخفض الجناح لهم، ومن كان بهذه المثابة رفع الله قدره في القلوب، وطيب ذكره على الألسنة، وأعلى منزلته في الدنيا والآخرة.
ويعظم هذا الخلق وتزداد هيبته وجماله إذا صدر عمن عظم قدره، وارتفعت منزلته، واتسع علمه؛ ليكون التواضع رسول المودة له مع الخلق، ومفتاح القلوب لقبول ما يدعو إليه من الحق، وهكذا كان حال الشيخ ابن باز – رحمه الله – متمثلا لهذا الخلق، مؤثرا له، وداعيا إليه (?)
ففي صلته بالناس، لا يأتيه زائر أو سائل، أو مراجع إلا ويعطيه حقه المناسب من مجلسه وإقباله، وكان له عناية خاصة بالفقراء والضعفاء، حتى إن منهم من تأخذه نشوة الاعتزاز بما يجد من انبساطه إليه، واهتمامه بشؤونه الخاصة كأنه واحد من أقرب الناس إليه (?)
ومن تواضعه استجابته لدعوات الآخرين، فلا يستنكف عن حضورها إلا لعذر قاهر، وقد يكون الداعي تلميذا له، أو واحدا من غمار الناس (?)
وبابه مفتوح للكبير والصغير، والغريب والقريب، لا يرد طالبا، ولا ينهر