ولكن لا يتجاوز في أي كلام له نطاق الحكمة والموعظة الحسنة، مع أتم المراعاة لمشاعر الجانب المخالف.
فهو لا يعرف المهادنة لأي شذوذ عن مهيع الحق، ولكن في أسلوب التبليغ يقدم اللين واليسر والبعد عن كل تنفير» (?)
هذا هو الأصل الأصيل عن الشيخ ابن باز – رحمه الله -، القوة في الحق، مع الأخذ بالرفق في بيانه والدعوة إليه، يفعل ذلك حتى مع الأخطاء الكبيرة إذا صدرت عن جهل أو خطأ (?)؛ لأن الغاية بيان الحق، وتأليف القلوب عليه، وترغيبها في قبوله والانقياد له.
إلا أنه إذا عرف من المخالف الظلم والبغي والسعي في الفساد، فإنه يجافي اللين، فتأتي كلماته – في بيان حكم الشرع – قوية مدوية تعبر بصدق عن عظيم غيرته على دين الله، وتعظيمه لشرعه، صريحة تفضح المفسدين، وتكبت الضالين الذين يجاهرون بالفساد، ويزينون للناس سبل الغواية.
فمن ذلك أنه لما نشر في بعض الصحف المحلية مقال يتضمن الاعتراض على شريعة الله عز وجل، بالطعن في قوامة الرجال على النساء، وعلى وصف النساء بنقصان العقل والدين، نهض – رحمه الله – لمدافعة هذا الباطل.
ومما قال: «ولقد دهشت لهذا المقال الشنيع، واستغربت جدا