ثم قال: وحاصله أنهم إذا أجابوا إلى الإسلام، الذي هو التوحيد، فأخبرهم بما يجب عليهم بعد ذلك من حق الله تعالى في الإسلام، من الصلاة والزكاة والصيام والحج، وغير ذلك من شرائع الإسلام الظاهرة وحقوقه، فإن أجابوا إلى ذلك، فقد أجابوا إلى الإسلام حقا، وإن امتنعوا عن شيء من ذلك، فالقتال باق على حاله إجماعا.
فدل على أن النطق بكلمتي التوحيد دليل العصمة، لا أنه عصمة، أو يقال: هو العصمة لكن بشرط العمل.
يدل على ذلك قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} (?) الآية، ولو كان النطق بالشهادتين عاصما لم يكن للتثبت معنى، يدل على ذلك قوله تعالى: {فَإِنْ تَابُوا} (?)، أي عن الشرك وفعلوا التوحيد، {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} (?) فدل على أن القتال يكون على هذه الأمور.
(?) وفيه أن لله تعالى حقوقا في الإسلام من لم يأت بها لم يكن مسلما، كإخلاص العبادة له، والكفر بما يعبد من دونه (?)