«إذا أكثبوكم (?)» أي: إذا قربوا ودنوا منكم، وهذا هو المعتمد (?)
وفي رواية أبي داود «يعني غشوكم (?)» وهو أشبه بالمراد، ويؤيده ما وقع عند ابن إسحاق: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه ألا يحملوا على المشركين حتى يأمرهم، وقال: (إذا أكثبوكم فانضحوهم عنكم بالنبل) (?) وكثب بفتحتين وهو القرب. وقال ابن فارس: أكثب الصيد: إذا أمكن من نفسه. فالمعنى إذا قربوا منكم فأمكنوكم من أنفسهم فارموهم (?) وقوله: (واستبقوا نبلكم) فعل أمر بالاستبقاء، وهو طلب الإبقاء إلى أن تحصل المصادمة، فارموهم ببعض نبلكم لا بجميعها. والذي يظهر أن المراد بالأمر بتأخير الرمي حتى يقربوا منهم، أي أنهم إذا كانوا بعيدا لا تصيبهم السهام غالبا، وإن أصابت فلا تؤثر التأثير المقصود، فالمعنى استبقوا نبلكم في الحالة التي إذا رميتم بها لا تصيب غالبا ولا تؤثر، وإذا صاروا إلى الحالة التي يمكن فيها الإصابة والتأثير غالبا فارموا (?) وفي لفظ الحديث عند البخاري في الجهاد: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر حين صففنا لقريش وصفوا لنا: «إذا أكثبوكم فعليكم بالنبل (?)»