ذكر البخاري باب الحرب خدعة، وأورد الأحاديث عن أبي هريرة وعن جابر رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الحرب خدعة (?)»
وقوله: (خدعة) بفتح المعجمة وبضمها مع سكون المهملة فيهما وبضم أوله وفتح ثانيه. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعمل هذه البنية كثيرا لوجازة لفظها، ويعطي معناها أيضا الأمر باستعمال الحيلة مهما أمكن ولو مرة وإلا فقاتل؛ فكانت مع اختصارها كثيرة المعنى.
ومعنى (خدعة) بالإسكان أنها تخدع أهلها. وأصل الخدع: إظهار أمر وإضمار خلافه. وفيه التحريض على أخذ الحذر في الحرب، والندب إلى خداع الكفار، وأن من لم يتيقظ لذلك لم يأمن أن ينعكس الأمر عليه (?)
قال النووي: واتفقوا على جواز خداع الكفار في الحرب كيفما أمكن، إلا أن يكون فيه نقض عهد أو أمان فلا يجوز. قال ابن العربي: الخداع في الحرب يقع بالتحريض وبالكمين ونحو ذلك. وفي الحديث الإشارة إلى استعمال الرأي في الحرب، بل الاحتياج إليه آكد من الشجاعة، ولهذا وقع الاقتصار على ما يشير إليه بهذا الحديث. ذكر