تفسير أبي عبيدة للآية، قال: أي تتخذ لهم مصاف ومعسكرا (?) وذكر ابن إسحاق عن شيوخه، وموسى بن عقبة عن ابن شهاب، وأبو الأسود عن عروة تفاصيل أحد، وفيها أنه صلى الله عليه وسلم صف أصحابه بأصل أحد وأمر عبد الله بن جبير على الرماة وعهد إليهم ألا يتركوا منازلهم ...
وكان وضع الرماة من أهم الأمور التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم قبيل القتال للاستفادة من قلة أصحابة وكثرة عدوه، ولمواجهة الفرسان والخيالة، ولمراقبة ما يحدث في الميدان من خلال كونهم في مكان مرتفع، ويعتبر كالحصن.
كما جعل النبي صلى الله عليه وسلم عليهم أميرا، وذلك يتطلب ألا يقوموا بأي تحرك أو ترك للمكان إلا بإذن الأمير، وهذا يعتبر أيضا من القواعد العسكرية، وهي أن كل جماعة أسندت إليها مهمة من المصلحة تأمير أمير عليها يكون أهلا لمعالجة الأمور التي تطرأ وتواجهه. وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم أهمية وجود الرماة على الجبل، وأنه من أسباب السيطرة على زمام الأمور في المعركة، ولهذا وضع عددا يعتبر ليس بالقليل بالنسبة لعدد المسلمين الإجمالي، كما حثهم على البقاء، وحذرهم من ترك المكان مهما كانت الأمور، وبشرهم بأنهم سيظهرون وينتصرون إذا لم يبرحوا المكان.
كما رواه الطبري عن السدي وغيره في تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} (?) والمراد