لقد جاءت النصوص مؤكدة على ضرورة وجود الأمير، مع الأمر بالطاعة إلا إذا أمر بمعصية.
والمقصود بالأمير، القائم بشؤون الناس، والذين هم الجمهور، والأكثرية الساحقة من الأمة. وقد أمر القرآن الكريم بطاعة أولي الأمر؛ لما في ذلك من المصالح العامة وقوة الأمة، كما قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (?).
روى البخاري حديث: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله. ومن يطع الأمير فقد طاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني، وإنما الإمام جنة يقاتل من ورائه، ويتقى به، فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرا، وإن قال بغيره فإن عليه منه (?)» وقوله: (إنما الإمام جنة) بضم الجيم أي سترة؛ لأنه يمنع العدو من أذى المسلمين، ويكف أذى بعضهم عن بعض في أموالهم وأنفسهم، فهو ستر لهم وحرز لهم من ذلك. والمراد بالإمام كل قائم بأمور الناس، والله أعلم (?)
وقال القاضي: أي أنه كالساتر وكالترس لمنعه وحمايته بيضة