يباين الاحتياط والأخذ بالحزم.
وقيل: يحمل النهي على ما إذا وقع الشك في المصلحة أو حصول الضرر، وإلا فالقتال فضيلة وطاعة (?)
ويؤيد الأول تعقيب النهي بقوله «وسلوا الله العافية (?)» وأخرج سعيد بن منصور من طريق يحيى بن أبي كثير مرسلا «لا تمنوا لقاء العدو، فإنكم لا تدرون عسى أن تبتلوا بهم (?)»
وذكر القاضي نحو هذه المعاني، وزاد: لا تتمنوا لقاءه على حالة يشك في غلبته لكم، أو يخاف منه أن يستبيح الحريم، أو يذهب الأنفس والأموال، أو يدرك منه ضرر (?)
ويؤخذ من الحديث الإشارة بالدعاء إلى وجوه النصر عليهم. ولسعيد ابن منصور من طريق أبي عبد الرحمن الحبلي عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا نحوه، لكن بصيغة الأمر عطفا على قوله «وسلوا الله العافية: فإن بليتم بهم فقولوا: اللهم ... (?)» فذكره وزاد: «وغضوا أبصاركم واحملوا عليهم على بركة الله (?)» وفي الحديث استحباب الدعاء عند اللقاء والاستنصار، ووصية المقاتلين بما فيه صلاح أمرهم، وتعليمهم بما يحتاجون إليه، وسؤال الله تعالى بصفاته الحسنى وبنعمه السالفة، ومراعاة نشاط النفوس لفعل