فإن كان لا يليق بهم فأم المؤمنين أولى بالبراءة منه بطريق الأحرى، وقد قيل إنها نزلت في أبي أيوب الأنصاري وامرأته رضي الله عنهما حين قالت له: يا أبا أيوب، أما تسمع ما يقول الناس في عائشة رضي الله عنها؟ قال: نعم، وذلك الكذب، أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ قالت: لا، والله ما كنت لأفعله! قال: فعائشة والله خير منك. (?) هذا الذي عليه أكثر المفسرين في تفسير الآية. وقال بعضهم: معنى " بأنفسهم " أي بأهل دينهم؛ لأن المؤمنين كنفس واحدة، وعلى هذا يكون المعنى: ظن المؤمنون والمؤمنات بإخوانهم خيرا - والمعنيان جائزان يحتملهما ظاهر اللفظ.
والثاني: دفع التهمة عنه باللسان، وهذا قدر زائد على الأمر الأول المقتصر على العمل القلبي، ودليله قوله تعالى: {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ} (?) * {لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ} (?)، وبمقتضى ذلك يلزم سامع الإفك أن يذب عن عرض أخيه وأن ينكر على المتكلم، وأن يطالبه بالبينة.
والثالث: عدم التحدث بالأمر المذكور؛ لقوله تعالى: